سؤال وجواب
الإيدز والعدوى بفيروسه
30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 | سؤال وجواب
يستهدف فيروس العوز المناعي البشري خلايا الجهاز المناعي، المسمّاة بخلاياCD4 ، والتي تساعد الجسم على الاستجابة للعدوى. وداخل الخلية CD4 ، يستنسخ الفيروس الخلية ويقوم بدوره بإتلافها وتدميرها. وبدون علاج فعال بمزيج من العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية، سيضعُف الجهاز المناعي لدرجة ألا يعود قادراً على مكافحة العدوى والمرض.
متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) مصطلح ينطبق على المراحل الأكثر تقدماً من الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري. وتُعرف بحدوث أيٍّ من السرطانات المهدِّدة للحياة التي يتجاوز عددها العشرين أو "حالات العدوى الانتهازية"، وسُمِّيَت كذلك لأنها تستفيد من ضعف الجهاز المناعي. وكان الإيدز سمة مميّزة في السنوات الأولى من وباء الفيروس، قبل أن يصبح العلاج المضاد للفيروسات القهقرية متاحاً. والآن، مع حصول المزيد من الناس على ذلك العلاج، فإن غالبية المصابين بالفيروس لن تتطور حالتهم إلى الإيدز. ومن المرجّح حدوث العدوى بفيروس الإيدز في مراحلها المتقدمة، التي تُعرف بوجود عدد أقل من 200 نسخة من خلايا CD4 أو الإصابة بمرض دال على وجود الإيدز أو إصابة جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بعدوى مؤكدة بفيروس العوز المناعي البشري، لدى الأشخاص المصابين بالفيروس الذين لم يتم اختبارهم، ومن شُخِّصَت حالتهم في وقت متأخر، ومن توقفوا عن تناول العلاج المضاد للفيروسات القهقرية أو لم يبدأوا فيه على الإطلاق.
فيما يخص الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري الذين لم تُشَخَّص حالتهم أو لا يتناولون مضادات الفيروسات القهقرية، قد تظهر علامات اعتلال مرتبط بالفيروس في غضون 5 إلى 10 سنوات، وإن كان يمكن حدوث ذلك في وقت أقرب. وعادةً ما تكون المدة الزمنية المنقضية بين انتقال العدوى بالفيروس وتشخيص الإيدز ما بين 10 و15 سنة، ولكنها قد تكون أطول في بعض الأحيان. وهناك عدد قليل جداً من الأشخاص الذين تمكنوا من السيطرة على عدوى الفيروس دون العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية ويسمى هؤلاء ’نخبة المكافحين‘. إلا أن هذا الوضع نادر جداً وسيحتاج معظم الناس إلى تجنُّب أن يصبحوا مرضى.
يوجد فيروس العوز المناعي البشري في سوائل معيّنة بأجسام الأشخاص المصابين بالفيروس، بما في ذلك الدم، والسائل المنوي، والسوائل المهبلية، وسوائل المستقيم، وحليب الثدي. ويمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق:
- ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي دون وقاية، وفي حالات نادرة جداً، عن طريق ممارسة الجنس الفموي مع شخص مصاب بالفيروس؛
- نقل دم ملوث؛
- تقاسم الإبر والمحاقن وغيرها من معدات الحقن والمعدات الجراحية أو غيرها من الأدوات الحادة؛
- من أم مصابة بالفيروس إلى طفلها أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.
وإذا كان الشخص المصاب بالفيروس يعالجَ بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، مما يكبح جماح الفيروس بشكل فعال في الجسم، فلن يتمكن من نقل الفيروس إلى شريكه الجنسي (شركائه الجنسيين).
لا يمكن الشفاء من عدوى فيروس العوز المناعي البشري، ولكن يمكن علاجه باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية التي تعمل على وقف تنسخ الفيروس. ويمكن للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية أن يؤدي إلى تدني مستويات الفيروس في الجسم بحيث يمكن للجهاز المناعي أن يعمل بشكل طبيعي، فيتمتع الشخص المتعايش مع الفيروس بصحة جيدة، على أن يلتزم بالعلاج وأن يظل العلاج فعّالاً. كما تقل احتمالات انتقال الفيروس من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس إلى الآخرين عندما يكون العلاج ناجعاً.
توضِّح البَيِّنات المستقاة من عدة دراسات أن الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري و"لا يمكن الكشف" عن حِملهم الفيروسي غير قادرين على نقل الفيروس إلى الآخرين. و"لا يمكن الكشف" عن حالة الشخص عندما يكون العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية قد قلّل مستوى الفيروس في جسمه إلى مستويات منخفضة لا يمكن الكشف عنها بواسطة اختبارات قياس الحِمل الفيروسي العادية. ويجب أن يقوم أخصائي الرعاية الصحية برصد الحِمل الفيروسي، والتثبُّت من أي حِمل فيروسي لا يمكن الكشف عنه، كجزء من الرعاية الطبية الروتينية للأشخاص المصابين بالفيروس.
العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يسمح للأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري بأن يعيشوا حياة طويلة وصحية من خلال ضمان بقاء جهازهم المناعي بصحة جيدة. ولكن في بعض البيئات، لا يزال العديد من الأشخاص المصابين بالفيروس دون تشخيص لحالاتهم، أو بلا علاج، أو لا يتلقون علاجاً ثابتاً، ونتيجةً لذلك فإنهم يبلغون مرحلة متقدمة من المرض بالفيروس.
وكثيراً ما يصاب الأشخاص الحاملون للفيروس والذين يعانون من نقص حاد في المناعة ولا يتلقون علاجاً بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بحالات عدوى انتهازية حادة وبعض أنواع السرطان النادرة مثل "كابوسي ساركوما". ويشكّل السل السبب الأول للوفاة بين المصابين بالفيروس في أفريقيا، وهو سبب رئيسي للوفاة بين المصابين بالفيروس في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن يؤدي الفحص الروتيني لأعراض السل والبدء المبكر في العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية إلى تحسين الحصائل الصحية للمصابين بالفيروس إلى حد كبير. وتشمل حالات العدوى الأخرى الشائعة المصاحبة للفيروس التهاب الكبد B وC لدى بعض الفئات السكانية.
ويمكن أن تؤدي الإصابة بالفيروس إلى مجموعة من المشاكل الصحية. فمع تقدّم الأشخاص المصابين بالفيروس في السن وعيشهم لفترة أطول، أصبحت الأمراض غير الدالة على وجود الإيدز أكثر شيوعاً. ويشمل ذلك أمراض القلب والسرطانات والسكري.
إن اختبار كشف فيروس العوز المناعي البشري هو السبيل الوحيد لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بالفيروس أم لا. ويمكن تشخيص الفيروس باستخدام اختبارات التشخيص السريعة التي تظهر نتائجها في غضون دقائق.
وتحقّق معرفة الشخص بحالة إصابته بالفيروس فائدتين مهمتين:
- يمكن للأشخاص الذين تُظهر اختباراتهم نتائج إيجابية بدء العلاج قبل ظهور الأعراض، بما يمكن أن يطيل العمر ويمنع حدوث مضاعفات صحية.
- لا يمكن للأشخاص الذين يكونون على بَيّينة من حالتهم ويتلقون علاجاً بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية ويمتثلون له ويتم كبح جماح الفيروس لديهم أن ينقلوا الفيروس إلى شركائهم.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن تتاح اختبارات الفيروس في جميع المرافق الصحية ومن خلال مجموعة من البيئات المجتمعية. كما يمكن للأشخاص استخدام مجموعات لوازم الاختبار الذاتي للفيروس بأنفسهم. وينبغي للأشخاص الذين يستخدمون الاختبارات الذاتية وتظهر نتائجهم إيجابية أن يتثبّتوا من ذلك دائماً في أحد المراكز الصحية.
تشمل الطرق الرئيسية لانتقال فيروس العوز المناعي البشري ممارسة الجنس غير المأمون بدون رُفالات (عازل)، والخضوع لعمليات نقل الدم أو غيره من منتجات الدم الملوثة بالفيروس، وتقاسم الإبر والمحاقن وغيرها من معدات الحقن، والتعرض للفيروس عن طريق معدات جراحية ملوّثة وغيرها من معدات ثقب الجلد، والانتقال الرأسي من الأمهات المصابات بالفيروس إلى أطفالهن. كما قد تُزيد الإصابة بحالة عدوى أخرى منقولة جنسياً من خطر الإصابة بالفيروس (والعكس بالعكس). ويمكن الوقاية تماماً من الفيروس، والعديد من الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً؛ وتوجد تدخّلات مختلفة مُسنَدة بالبيّنات لوقف سريان المرض.
ومع ذلك، لا يحصل الكثير من الناس على المعلومات والمهارات اللازمة للوقاية من الفيروس. وفي بعض الحالات، تحول حواجز قانونية واجتماعية رئيسية دون حصول الناس على خدمات وتدابير وقائية فعالة. وبعض الفئات السكانية أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ويشمل ذلك الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال؛ ومتعاطي المخدرات بالحَقن؛ ونزلاء السجون والأماكن المغلقة المشابهة الأخرى؛ والمشتغلين بالجنس وعملاءهم؛ والمتحولين جنسياً. ويشار إلى هذه الفئات السكانية على أنها ’فئات سكانية رئيسية‘ غالباً ما يتم تهميشها في المجتمعات المحلية، وتجرَّم، وتواجه عوائق كبيرة في الوصول إلى الوقاية من الفيروس وعلاجه وغير ذلك من الخدمات الصحية. وفي بعض البيئات، قد تكون فئات سكانية أخرى عرضة بشكل خاص للإصابة بالفيروس، مثل المراهقات في الجنوب الأفريقي.
على الصعيد العالمي، ينتقل فيروس العوز المناعي البشري، كأيٍّ من الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً، بشكل رئيسي عن طريق ممارسة الجنس المهبلي والشرجي دون وقاية. ويمكن استخدام عدة طرق لمنع حدوث ذلك. ويوصى باستخدام مجموعة من التدخلات الوقائية الفعالة، بما في ذلك:
- استخدام الرُفالات الذكرية و/أو الأنثوية ومواد التشحيم المتوافقة معها بشكل متسق وصحيح؛
- بالنسبة للأشخاص غير الحاملين للفيروس، أخذ العلاج الوقائي قبل التعرّض لمنع انتقال الفيروس؛
- بالنسبة للأشخاص غير الحاملين للفيروس الذين تعرّضوا للفيروس، أخذ العلاج الوقائي بعد التعرّض للفيروس لمنع العدوى إذا ما أُعطِي في غضون 72 ساعة من التعرّض المحتمل؛
- بالنسبة للأشخاص المصابين بالفيروس، أخذ العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لخفض الحمل الفيروسي إلى مستويات لا يمكن الكشف عنها، بمعنى أنهم غير قادرين على نقل الفيروس إلى شركائهم الجنسيين؛
- بالنسبة للفتيان المراهقين والرجال في بيئات تتسم بارتفاع حِمل الفيروس، يقلّل الختان الطبي الطوعي للذكور من خطر الإصابة بالفيروس المكتسبة من اتصال جنسي مُغايِر؛
- تشخيص وعلاج الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً؛
- إطلاع المرء على وضعه للتشجيع على الأخذ بسلوكيات جنسية أقل خطورة.
من الأرجح أن تحدث الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري إذا كان الشخص مصاباً بمرض آخر منقول جنسياً والعكس بالعكس. ويزداد احتمال الإصابة بعدوى الفيروس أو غيره من مسبِّبات الأمراض المنقولة جنسياً زيادةً كبيرةً عندما ينخرط الناس في سلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر (مثل عدم استخدام الرُفالات، وممارسة الجنس دون وقاية مع شركاء متعددين؛ وممارسة الجنس تحت تأثير المخدرات والكحول). وبالإضافة إلى ذلك، فإن القرحات والالتهابات الناجمة عن بعض الأمراض المنقولة جنسياً تسهِّل الإصابة بالفيروس. وتشير البَيِّنات إلى أن الهربس التناسلي (HSV-2) يضاعف خطر الإصابة بالفيروس ثلاث مرات لدى الرجال والنساء على حد سواء. كما أن النساء المصابات بالفيروس معرّضات لخطر الإصابة بفيروس الورم الحُليمي البشري وأكثر عرضة بـست مرات للإصابة بسرطان عنق الرحم، من بين عدة أمثلة أخرى.
تهدف التدخّلات الهادفة لتخفيف الضرر إلى التقليل من الأضرار المرتبطة بتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، بما في ذلك الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي، دون التوقف بالضرورة عن تعاطي المخدرات. ومن شأن توفير الإبر/المحاقن المعقمة وغيرها من معدات الحقن من خلال برامج الإبر/المحاقن أن يساعد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحَقن على استخدام إبر/محاقن معقّمة عند كل حَقن، مما يقلل من خطر إصابتهم بالفيروس. ويعدّ العلاج البديل للمواد الأفيونية المفعول علاجاً مُثبَتاً بالبيّنات من مشكلة الارتهان للمؤثرات الأفيونية مما يقلل من خطر الإصابة بالفيروس فضلاً عما له فوائد صحية أخرى.
يمكن أن ينتقل فيروس العوز المناعي البشري من الأم إلى طفلها أثناء الحمل أو المخاض أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية. ولكن يمكن منع هذا الانتقال الرأسي بتدخلات فعالة، بما في ذلك استخدام الأم للعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية ومقرّر علاجي قصير بالعقاقير المضادة للفيروسات العكوسة للطفل. وتشمل التدخلات الفعالة الأخرى تدابير لمنع إصابة المرأة الحامل بالفيروس، ومنع حالات الحمل غير المقصودة لدى المصابات بالفيروس، وممارسات الرضاعة الطبيعية المناسبة. وينبغي إدماج خدمات اختبار الفيروس في خدمات صحة الأم والطفل، بما في ذلك خدمات تنظيم الأسرة، حتى يتسنى أن تُتاح للمرأة المعرّضة للخطر إمكانية الوصول بسهولة إلى الاختبارات. وعلاوةً على ذلك، ينبغي إدماج خدمات تنظيم الأسرة في خدمات العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. وينبغي أن تحصل الحوامل والأمهات اللاتي شُخِّصت حالاتهن بأنهن مصابات بالفيروس على علاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في أقرب وقت ممكن، حتى يولد أطفالهن خالين من الفيروس.
العلاج الوقائي قبل التعرّض هو دواء يمكن أن يأخذه الأشخاص غير الحاملين لفيروس العوز المناعي البشري لمنع الإصابة بالفيروس. وعندما يؤخذ على النحو الموصى به، يكون العلاج الوقائي قبل التعرّض فعالاً للغاية في الوقاية من الإصابة بالفيروس. ويوصى بـالعلاج الوقائي قبل التعرّض للأشخاص الذين يواجهون خطراً متزايداً للإصابة بالفيروس. وقد يشمل ذلك، حسب المناطق الجغرافية، الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والمشتغلين بالجنس، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، ونزلاء السجون وغيرها من الأماكن المشابهة المغلقة، والمتحولين جنسياً، والمراهقات والشابات في الجنوب والشرق الأفريقيّين.
إن ختان الذكور الطبي يقلل من خطر انتقال العدوى الجنسية من المرأة إلى الرجل بنسبة 60٪ تقريباً. ويوفر الختان الطبي الطوعي للذكور، الذي يُجرى لمرة واحدة، حماية جزئية مدى الحياة من فيروس العوز المناعي البشري، فضلاً عن بعض الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً. وينبغي أن يُنظر إليه دائماً كجزء من مجموعة شاملة للوقاية من الفيروس، ويتعيّن ألا يحلّ أبداً محلّ أساليب الوقاية المعروفة الأخرى، مثل الرُفالات الأنثويّة والذكريّة. ويجب كحد أدنى أن تشمل مجموعة الخدمات ما يلي: التثقيف الجنسي المأمون، والترويج لاستخدام الرُفالات، والتدبير العلاجي للأمراض المنقولة جنسياً، واختبارات الفيروس، وربط ذلك بالعلاج بالنسبة للرجال والمراهقين من عمر الخامسة عشرة فما فوق في البيئات التي تتسم بارتفاع حِمل الفيروس.
عندما تُستخدَم الرفالات بشكل صحيح ومتسق في كل مرة يمارس فيها الشخص الجنس، تكون من بين أرخص الوسائل وأكثرها فعاليةً للوقاية من فيروس العوز المناعي البشري وغيره من عدوى الأمراض المنقولة جنسياً لدى النساء والرجال.
لا، لا يوجد حالياً علاج لفيروس العوز المناعي البشري. ومع تحرُّك العلم بوتيرة سريعة، حقّق شخصان ’علاجاً وظيفياً‘ من خلال الخضوع لعملية زرع نخاع عظمي لعلاج السرطان مع إعادة ضخّ خلايا CD4 T جديدة لا يمكن إصابتها بالفيروس. ومع ذلك، لا يوجد علاج ولا لقاح لمعالجة وحماية جميع الأشخاص المصابين حالياً بالفيروس أو المعرّضين لخطر الإصابة به. ولكن مع الالتزام الجيد والمستمر بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية، يمكن احتواء العدوى بالفيروس وتدبيرها علاجياً كحالة صحية مزمنة. وفي جميع أنحاء العالم، يعيش الآن المصابون بالفيروس ويزدهرون حتى بلوغهم مرحلة متقدمة من العمر.
في حين أن العلاج المضاد للفيروسات القهقرية يساعد على احتفاظ الجهاز المناعي بقوته، فإن الأشخاص المتعايشين مع الفيروس يمكنهم الاستفادة من الدعم النفسي الاجتماعي لضمان أنهم يعيشون حقاً "حياة جيدة" رغم إصابتهم بالفيروس. ويمكن أن يخضع الفيروس للتدبير العلاجي، ولكنه اعتلال مزمن يستمر طوال الحياة، وقد يحتاج الأشخاص إلى تلقي دعم بشأن صحتهم النفسية والتغيرات التي تطرأ على أسلوب حياتهم، لدعم تمتعهم بالصحة طوال الحياة. كما أنّ إتاحة التغذية الجيّدة والمياه المأمونة والنظافة الأساسية من شأنها أيضاً أن تساعد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس على الحفاظ على نوعية حياة جيدة. والأشخاص المتعايشون مع الفيروس مثلهم مثل الأشخاص في عموم المجتمع، قد يتعرضون لطيف واسع من الحالات الصحية الأخرى التي تحتاج إلى العلاج والرعاية. ويهدف النهج الذي يركز على الناس إزاء الرعاية الصحية، إلى تقديم خدمات صحية شاملة تتصدى لجميع المشكلات الصحية إلى الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، ولاسيما من خلال الخدمات الصحية الأولية.